هدوء العاصفه
المحتويات
في أحدي القرى الصغيرة ومن واحد من تلك البيوت المتطرفة علي حافة القرية كانت تتعالا أصوات الصړاخ والتي امتزجت بالألم والأهات فتاه لم تتعدي العشرين ربيعآ مسطحه علي ذلك الفراش المتهالك والذي يبدو عليه القدم بالرغم من صغر سنها ألا أنها زوجه و ربة منزل والأن هي تضع مولودها الأول صرخات الم دموع أهات و صمت صمتت حين وضعت مولودها ومع أخراج المولود من أحشائها خرجت أخر أنفاسها وهنا شهقت الدايه
يقف في انتظارها والتساؤلات مرسومه علي تفاصيل وجهه وقفت امامه تلك المرأه وبين يديها الفتاه وصمتت لبرهه من الزمن ليكسر هذا الصمت سؤاله
مختار جرا ايه يا ام سيد ساكته كده ليه انطجي يا وليه
مختار ايه ماټت كيف ده و ولدي
ام سيد جابت بت
مختار صبرت عليها طول الوجت ده وفي الاخر تجيب بت
ام سيد الله يرحمها ياولدي المهم نادي علي اهلها ياجوا يشوفوا هيعملوا ايه
وهنا تدخلت في الحديث امرأه في العقد السادس من عمرها والتي كانت تجلس بصمت منذ بادية الامر ولكن يبدو ان الامور وصلت الي ما لا يطيب لخاطرها فهبت واقفه من مكانها و قالت بحزم
تكلمت ام سيد وهي في حالة تعجب من موقف ام مختار
ام سيد انتي بتجولي ايه حاجه
ردت ام مختار عليها بتأفف قائله
ام مختار مدام جت بت تبجي ماتلزمناش احنا عايزين واد يشيل اسم ابوه
ام سيد بس دي لحمكم ودمكم هتسيبوها اكده
ام مختار احنا ماهنرميش لحمنا واصل يا ام سيد هي هتفضل عنديهم واحنا هنصرف عليها
مختار بتك خلفتلي بت وماټت
وقعت تلك الكلمات علي اذان عبد الفتاح كالصاعقه ليقع علي الارض متألمآ علي فراق ابنته العزيزه فهم مختار بالمغادره غير مباليآ لما يحدث فاستوقفه عبد الفتاح قائلآ
عبد الفتاح استني يا ولدي انا جاي معاك عشان ڼدفنها
مختار ومين جالك اني هدفنها بنتك في دار الدايه ام سيد و وياها بتها روح خدهم واصرف فيهم بمعرفتك انا ماليش دعوه بيهم واصل
مختار لاه لو كت جابت واد كان يبجي ولدي بس دي جابت بت والبت ما هتلزمنيش في شي هبعتلك فلوس كل شهر عشان تربيها معايزش اشوف وشها الشوم ده
ثم غادر مختار المكان ذاهبآ الي منزل الدايه فيخرج بعد دقائق معدوده مصطحبآ والدته تلك المرأه العافيه صاحبة القرارات القويه التي لا رجعة فيها ليناديه عبدالفتاح طلبآ منه الرأفه بأبنته
عبدالفتاح رايح فين يا ولدي
مختار رايح بيتي
عبدالفتاح ومرتك وبتك
مختار التنين ماتوا
عبدالفتاح كيف يعني
مختار كيف ما جولتلك اكده
عبدالفتاح وبتك ذمبها ايه
وهنا كان قد نفذ صبر ام مختار لتقول معلقه بصوت غاضب
ام مختار ذمبها انها جت بت والبت عار لو كت جات واد كنا حطيناه جوا
حبابي عنينا يلا يا مختار مفيش وجت للحديت الماسخ ده
ليذهب مختار مع والدته الي قصره ليتمتع بما تبقي من ليلته تاركآ خلفه جثمان زوجته غير مباليآ حتي بطفلته ولا ببكائها الذي كان يدوي في ارجاء ذلك المنزل الصغير حملت الجده هنيه والدة جميله
ابنة ابنتها لتضمها الي صدرها باكية علي فقدان ابنتها لتبدأ اجراءات الغسل مع اذان الفجر ينادي المنادي معلنآ ۏفاة الأم لتبدأ حياه جديدة للفتاه بين أحضان جديها فيطلقا عليها اسم روح
لم ېكذب الاب خبر وتزوج بعد ايام قليله من ۏفاة زوجته فتتوالي الايام والشهور والسنوات اليوم وقد اصبح عمر روح 6 سنوات وبعد ۏفاة جديها انتقلت للعيش في منزل خالتها وجدت روح الكثير من الحب والحنان بين احضان خالتها وقد اعتادت اللهو والضحك واللعب طوال الوقت كانت خالتها نجلاء
تعلمها القراءه والكتابه آملين أنها قد تلتحق بالمدرسه كباقي فتايات جيلها ولكن حين جاء موعد التقديم رفض مختار ان يأذن لها ان تلتحق بالمدرسه ولكن لم تقف الامور هنا فقط بل عزم علي اخذها الي قصره فقد كبرت الفتاه واصبحت ناضجه ولا يصح ان تعيش مع ابن خالتها في نفس المنزل كانت روح سعيده جدآ بهذا الامر فظنت انها قد تنعم في قصر والدها وتحيا حياه كريمه بين احضانه ظنت انها ستجد الحنان والحب بين أحضان زوجة أبيها عزه
خاصة أن عزه زوجة أبيها هي خالتها الثانية كانت تحلم بالعيش بين أحضان والديها في حب وسعادة وحنان كانت كلما رآت حازم ابن خالتها تغار منه فهو ينعم بما حرمت منه هي منذ نعومة اظافرها ولكن هذا لا يمنع أنها اتخذت منه اخآ لها ذهبت روح الي منزل والدها لتفيق من عالم احلامها وتصطدم بأرض الواقع ومنذ البرهة الاولي ادركت ان والدها لم يأخذها الي منزله سوي لتكون خادمه لابنه الصغير طفله في عمر السادسه تعيش كالخادمه في منزل اباها وكان الامر يروق له لتمر الايام والسنوات وهي تحلم بالحريه من هذا السچن الذي وضعت فيه رغمآ عنها ظلت اسيره هكذا لسنوات عديده من عمرها كان يمر يومها بين شتان تنظيف المنزل و أعداد الطعام لم تنعم ولو ببعضآ من دقائق الراحه كانت زوجة ابيها تغار منها فتهلكها بالعمل ولكن روح لم تيأس أبدآ كانت تتأمل خيرآ في حازم ابن خالتها وفارس احلامها حيث كان كل ليله يتسلل الي المنزل متحججآ بصداقة شقيقها الاصغر فيرون بعضهما البعض ويتحدثون فقط بالأعين والنظرات ثم يغادر المنزل وبعد ان يخلد الجميع للنوم تتسلل الي حديقة المنزل وتأخذ الكتب التي كان يضعها لها في الخفاء وتذهب الي فراشها في احدي الغرف الصغيره كباقي الخدم في المنزل وتبدأ في القرآه لتستمد بعض العلم حتي وان كان بدون مدرسه ومعلمين كان حازم يعطيها نسخه من كتبه ويكتب لها شرحآ موفيآ للدروس وكانت تري الدنيا بعيون حبيبها ومرت الايام علي هذا الحال واليوم قد اتممت من عمرها اصبحت شابه فائقة الجمال وفي حين كانت تقوم كعادتها بتنظيف المنزل دلف اليها والدها
مختار روح
روح نعم يا بابا
مختار 100 مره جولتلك بلاها عوجة لسانك دي مانتيش من البندر لاجل تتحدتي زييهم
روح انا اسفه يا بوي اخر نوبه
مختار جهزي نفسك عشان فرحك الاسبوع الجاي علي ولد عمك علي
الثانى
روح كيف يعني يا بوي جواز اكده من غير سابق خبر ولا تاخد رأي حتي
مختار من امتي والبنته ليهم رأي عندينا
روح يا ابوي اسمعني
علي ولد عمي اكبر مني
بكتير
مختار واه جرا ايه ياروح بتكتري حديت ليه خلاص انا قريت فتحتك علي ولد عمك
روح يا بابا مش هينفع يعني اتجوز واحد اكبر مني وبعدين انا لسه صغيره
وهنا ظهرت عزه وتقول
عزه بتك بتكلم زي بنات البندر يا مختار يكونشي حازم لساته بيجيب لها الكتب اللي كان بيجبها لها زمان
روح لاه يا مرات ابوي ماحصلش
مختار خلاص انا جولت كلمه وماهرجعش في كلمتي واصل فرحك الاسبوع الجاي
ثم تركهم وصعد الي غرفته لتنظر عزه لها بخبث كبير وتبتسم وكأنها انتصرت بتزويجها من علي ابن عمها ذلك الشاب الثلاثيني والذي عدد سنوات عمره يضاعف عدد سنوات عمرها وكأنها تأخذ بالٹأر منها ف عزه هي الاخري تزوجت من مختار وكان عمره ضعف عمرها ارادت ان يدفن جمال روح كما ډفن جمالها هي الاخري ثم تركتها وصعدت علي السلالم لتصل الي غرفتها وظلت روح تقف في زاوية المنزل محاولة استيعاب ما حدث لها ولكن ادركت انه لا شئ حدث وانما كل شئ علي وشك الحدوث فقررت ان تتحرر من ذلك القيد الذي لطالما تقيدت به دلفت الي غرفتها لتضع غطاء رأسها وظلت جالسه تنتظر حلول الليل لتتمكن من الهروب وفي حين كانت روح تجلس في غرفتها كانت عزه تقف في شرفة غرفتها تنظر بتأفأف ل مختار الذي يغط في نوم عميق فجلست علي الكرسي ناظره الي السماء
فلاااااااش
كانت تجلس عزه في منزلها مع والدتها هنيه حيث كانت تحمل الصغيرة روح بين يداها وتغني لها التهاويد فدلف اليهم عبد الفتاح حاملآ بين يداه رزمه من الاوراق والابتسامه تملأ وجهه فنظرت الي قائله
عزه خير يا بوي
عبدالفتاح فرحان جوي يا بنيتي النهارده اتوكدت ان اختك جميله الله يرحمها ارتاحت في نومتها
عزه مختار وافج ياخد بته
عبدالفتاح لاه ياعزه انا كتبت حج جميله في الورث باسم روح وضمنتلها مستجبلها
هنيه عملت عين العجل
عزه كيف يعني بكفايه عليها فلوس ابوها
هنيه ده حجها يا عزه
عزه وانا حجي فين
عبدالفتاح حجك ايه يا بت انتي جبر يلمك عايزه تورثيني وانا عايش
عزه لاه يا ابوي ماعيزاش منك حاجه
هنيه أنتي عايزه ايه يا بتي
عزه مختار عايز يتجوزني وانا موافجه
عبدالفتاح بتجولي اي يا بت انتي شوفتيه فين عشان ييجولك انه عايز يتجوزك
عزه كلمني عالتلفون
فهب الاب من مكانه ثائرآ بسبب ما سمعه من فاه ابنته ليمسك بشعر رأسها بضعف قوته التي اهلكها الزمن
عبدالفتاح هي دي اخرة ثقتي فيكي يا عزه تجيبلي العاړ في اخر ايامي
عزه ااااه شعري هملني يا بوي انا مغلطش في حاجه واصل مختار ده حجي وجميله سرجته منه عاشت معاه في العز واتنغنغت ودلوجيت بتها جايه تشاركني في حجوجي فيك يبجي من حجي
هنيه منين جبتي الكره والحجد ده لأختك يا بتي
عزه من معاملتكم ليها ديمآ جميله احسن من عزه ولا مره جبتوا سيرتها بالعفش وعزه فيها كل حاجه عفشه
عبدالفتاح انتي حرام فيكي الحياه بتغاري من اختك المېته بتحجدي عليها
عزه خلاص يا بوي انا جررت هتجوز من مختار
عبد الفتاح لو عملتي اكده لا هتبجي بنتي ولا اعرفك
بااااااك
وفي هذه الاحيان انتبهت الي روح التي كانت تتسلل بهدوء في الحديقة حتي خرجت من المنزل بأكمله وحين رأتها خرجت من الباب الخارجي للمنزل تبسمت وقالت
عزه كنت خابره زين انك هتعملي اكده
ثم دلفت الي داخل الغرفه لتيقظ مختار العائم في بحر النوم العميق قائله
عزه الحج يا مختار
مختار جرا ايه يا وليه همليني انام شويه
عزه لو عرفت
اللي بتك عملته عمر النوم ما هيجيك تاني
متابعة القراءة