هاديه

موقع أيام نيوز


ده 
ظل ينظر اليها بصمت لثوانى ثم ضيق عينه قليلا وهو يقول 
انت تعرفى لغته منين يا اروبه انتى .
ظلت تنظر اليه لثوانى دون فهم ثم ابتسم وهى ترفع مقدمه فستانها بغرور مصتنع
وهى تقول 
دى اقل حاجه عندى 
كاد ان يتحدث حين استمعا لطرق قوى على الباب فتحرك يفتح الباب ليجد احدى صديقات ياسمين هى ليست صديقه بالمعنى المفهوم ولكنها كانت معها فى الجامعه ترتدى ما يكشف اكثر مما يستر وتترنح فى وقفتها وفى يدها غليون ليس نظيف ابدا كانت تنظر الى هاديه بشړ وقالت پغضب بقلمى ساره مجدى 

هل هذه هى زوجتك العربيه اللعينه 
ليهدر بها فهد قائلا 
صوفيا لتحفظى لسانك ولتتحدثى بأدب
اقتربت منه بشده لتلفح وجه انفاسها المعبقه براحئه الخمر 
وقالت 
انت لى انا .. هى هراء لا يعنينى ... انا قد اخبرتك من قبل انت لى انا 
كانت تتابع ما بحدث بصمت شديد 
دفعها عنه باشمئزاز وقال 
انا لست لكى .. انا لها هى فقط .. هى زوجتى وحبيبتى ... عربيه مثلى مسلمه مثلى .... هى ما اريدها ان تربى ابنائى 
لتقول له بتبجح 
نبيك تزوج قبطيه 
ليقول بصوت مسموع 
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا سيدى يا رسول الله 
نعم تزوج قبطيه ويحق لى التزوج من قبطية دينى يسمح بذلك ... ووالدى فعلها ولكنها كانت تحترم دينها قبل دينه ... كانت تلتزم تعاليم دينها فالتزمت ايضا بتعاليم دينه واحترمته.... اما انت فانا لا ارى فيكى اى دين .
حاولت التحدث مره اخرى ولكنه اوقها قائلا
لن اظل طوال الليل اسمع ذلك الهراء .... اذهبى الى بيتك .
واغلق الباب من فوره لينظر اليها بقلق ليجدها تبتسم بسعاده لم يفهم ما تلك الابتسامه فقتربت بهدوء منه وهى تقول 
انا لها هى فقط .. هى زوجتى وحبيبتى .. 
رمش بعينيه عده مرات فاكملت بالعربيه قائله 
بجد يا فهد 
ليقترب هو وعلى وجه ابتسامه عشق لا يخطئها احد وقال 
انا ملكك انت بس .... بحبك انت بس .... مش هتجوز غيرك انت بس .... ومش هيكون ليا ولاد غير منك انت بس 
كانت تنظر له بسعاده حقيقه وابتسامه حب ساطعه 
فاكمل قائلا 
هاديه .... تقبلى تتجوزينى .
لتضحك بسعاده وهى تهز راسها بنعم 
ليحملها سريعا ويدلف الى غرفته ليذهب معها فى رحله عشق خاصه جدا .... اذاقها فيها كل انواع الحب والعشق ... سبح معها فى بحار العشق حد الثماله .... طار معها الى تلك الغيمه الورديه العبقه بالحب والعشق والهيام والغرام 
فى صباح اليوم التالى استيقظت من النوم لتبتسم بسعاده ر 
حاولت ان تنهض ولكنه يمسكها بقوه ابتسمت وهى مازالت تحاول حتى تململ هو ليبعد يده عنها ويعتدل فى نومته لتغادر السرير سريعا وتدلف الى الحمام اغتسلت وتوضئت ووقفت بين يدى الله تشكره فضله ونعمته 
كان هو يتابعها فى صلاتها وطول سجودها ليبتسم بسعاده حقيقه انتهت من صلاتها لتقف تنظر اليه نظره طويله لامست قلبه ليمد يده لها لتستجيب له وتضع يدها الصغيره. لتفعل مثله وتقبل يده ليبتسم لها كانت لحظات تواصل روحانيه ناعمه بينهم ولكنها وقفت وهى تقول بقلمى ساره مجدى
يلا قوم استحمى واتوضى وصلى على ما اجهزلك احلى فطار رفع الغطاء عنه لتنحنى هى وتحضر له خفه المنزلى وتضعه اسفل قدميه لينظر لها طويلا لتبتسم وتغادر سريعا 
خرج من الحمام ليجد الغرفه قد اعيد ترتيبها وملابسه النظيفة على السرير وصوت القرآن الكريم يصدح فى المكان يريح القلب والاعصاب 
خرج من الغرفه ليجدها تضع الاكواب على الطاوله ويقول 
صباحيه مباركه يا عروسه .
لتبتسم بخجل وهى تقول 
الله يبارك فيك .
جلسا يتناولا وجبه الافطار ليقول لها 
انا النهارده نمت كتير جدا و اتأخرت على المكتب 
لتقطب جبينها وتجعد انفها كالأطفال وهى تقول 
هو انت هتروح المكتب النهارده 
ليقبل يدها وهو يقول 
لا طبعا هتصل اقولهم انى اجازه لمده اسبوع اتنين شهر 
لتضحك بسعاده 
ليستمعا لصوت طرقات على الباب كاد فهد ان يقف ليفتح ولكنها اشارت له انها هى من ستفتح اغلقت مازرها الثقيل جيدا ووضعت حجابها وفتحت الباب ليحدث كل شيء فى لمح البصر .
هاديه اوعى تسيبينى انا مصدقت لاقيتك 
ابتسمت بالم وقالت 
لكل اجل كتاب .... لو ده معادى .. يبقا ... يبقا خلاص مفيش...ك..ك.. كلام 
كان صوتها متقطع ولكن وجهها مبتسم نظراتها سعيده 
قلبه يؤلمه يشعر ان روحه تفارقه هل الم خروج الروح من الجسد مؤلم هكذا كما يشعر هو الان 
قبل يدها وهو يقول 
ابوس ايدك بلاش الكلام ده ... ابوس رجلك 
لتاخذ نفس بصعوبه وهى تقول 
مش قولتلك ان ربى راضى عنى .... هستناك ...هن ..هناك ... ما انا ..انا .. م م مكتوبه على اسمك
ليبكى بقوه وهو يقول 
اتشهدى يا حبيبتى اتشهدى يا هاديه 
لتبتسم وهى تقول بدون صوت 
اشهد ان لا اله الا الله وانا سيدنا محمد رسول الله 
كان يشعر بالخۏف لاول مره فى حياته يشعر بالخۏف ... شعر بالبرد ... بالضياع ... كان يدعوا الله فى قلبه ان يردها له فهو القادر على كل شيء 
كانت عينها مبتسمه سعيده ... استمع لصوت سياره الاسعاف وفى دقائق قليله كانت هى بغرفه العمليات 
كان يجلس عند الباب ارضا يدعوا الله بكل ما يذكره من ادعيه واستغفار ... 
كان ينظر الى السماء عبر ذلك الشباك الصغير يدعوا الله بصوت عالى بقلمى ساره مجدى
يارب يا رحمن يا رحيم ... ردهالى يارب .. انت القادر على كل شيء ... يارب انا مش هستحمل بعدها .. يارب يارب 
انا بحبها والله بحبها وعرفت قيمتها ... 
ليجد نفسه يمسك بالهاتف ويتصل بجده قائلا پبكاء 
ادعيلها ربنا يردها لينا ... ادعيلها ربنا ينجيها ... انا بحبها يا جدى والله بحبها ... عرفت قيمتها ... عرفت انها نصى التانى .... عرفت انها اتخلقت من ضلعى .... ھموت يا جدى لو جرالها حاجه ھموت ... والله ھموت .
مرت ساعات وهو على نفس جلسته يدعوا بصوت عالى ... ويصلى وبكائه يسمع فى كل ارجاء المشفا كان الجميع ينظر اليه بشفقه واندهاش 
بعد مرور اكثر من اربع ساعات خرج الطبيب مجهد وملامح وجه لا تبشر بخير وقف فهد سريعا يساله بقلبه قبل لسانه ليقول له الطبيب 
هناك تلف قوى فى الرئه نحن حاولنا كل جهدنا ان ننقز الرئه وامامنا 48 ساعه ... ونتمنى ان تكون بخير 
شعر ان الارض تميد به ولكنه تماسك ذهب الى مكان غرفه الرعايه ووقف امام النافذه ينظر اليها والى كل تلك الاسلاك والخراطيم الموصوله بها 
كان الوقت يمر قاټلا مر اليوم الاول وهو على نفس وقفته ينظر اليها يناجيها يرجوها ان تعود اليه
 وفى صباح اليوم التالى وجد كل العائله تقف امامه الجميع شعر بالصدمه من ذلك الشبح الذى يقف امام شباك العنايه يناجيها بصوت هامس ويدعوا بصوت عالى 
وقف الحاج عثمان خلفه ينظر الى صغيرته تفارقه من جديد وضع يده على كتف فهد لينتفض بفزع ونظره مړعوبه وحين وجد جده يقف امامه ارتما فى احضانه يبكى ... يبحث عن رائحتها فيه .. كم احتضنها وكم وضعت راسها على صدره هو يبحث عنها هنا بين ضلوع جدها . بقلمى ساره مجدى
كان الجميع يبكى لا كلمات توصف ولا كلمات تهدئ او تطمئن كان الجميع جالسا امام غرفه العنايه ارضا وعلى الكراسى .. مسببين لجميع من بالمشفا صډمه كاد اليوم الثانى ان ينتهى .. وفهد على وقفته يقترب منه والده مره وياسمين مره اخرى ... صقر الذى كان ينظر له بشړ مصحوب بشفقه .... فهو لا يتخيل ان يقف موقفه هذا 
كان الجميع على اعصابه يتابعون حركات فهد المېته ... لا يتحرك من امام النافذه الصغيره التى يراها منها الا ليذهب للصلاه ... ويعود ليقف مكانه من جديد ... حضر الطبيب ومعه مجموعه اطباء اخرين ودلفا الى الغرفه بعد ان اخبروهم انهم سيحاولوا ايفاقتها ... واذا استجابت سيكون هناك امل فى نجاتها .
كان الجميع يهمس بالدعاء فى نفس اللحظه الذى شعر فيها فهد ان قلبه سيتوقف كان يشعر انه هو من لا يستطيع التنفس ... هو من سيسقط الان ان لم تستجيب للاطباء 
ظل يراقب عمل الاطباء وهو يدعوا بكل ما يحضر فى ذهنه .. كانت دقائق طويله ثقيله .. مؤلمھ حتى وجد ابتسامه رضا على وجه الطبيب ليخر ساجدا لله فهناك الان امل واضح 
خرج الطبيب ومن معه ليقف امام تلك العائله الكبيره وقال 
هى الان استجابت لنا ولكننا قررنا جعلها على الاجهزه وقت أطول حتى نتاكد من التائم الچرح الداخلى .. وان نتاكد من سلامه الرئه ... حتى نرفع عنها خرطوم التنفس ... ولكن الان يمكنكم زيارتها ولكن مؤكد لثوانى فقط 
تحرك فهد ليقف امام جده قائلا 
ادخلها انت الاول يا جدى .
ليهز راسه بلا وهو يعود ليجلس مكانه قائلا 
انا مش هقدر اشوفها كده واكلمها ومتردش عليا.... ادخلها انت 
بالفعل دخل اليها لتهطل دموعه دون سيطره منه ليجثوا على ركبتيه ويقبل يدها وقال بصوت يرتجف خوفا بقلمى ساره مجدى
ارجعيلى يا هاديه ... ارجعيلى ارجوكى ... انا بجد محتاجلك .
انت سمعانى صح 
لترفع اصبعها فيكمل قائلا 
العيله كلها بره .. قلقانه عليكى ومستنياكى ... ارجعلنا بسرعه ارجوكى 
مر اسبوع اخر ... واليوم هى تنظر اليه بنفس الابتسامه رغم الالم ... والقلق فاليوم سيرفعوا عنها انبوب الاكسجين
كان يمسك يدها وهو يقول 
ارجوكى ... ارجوكى ارجعلنا كلنا محتاجينك ... خليكى قويه وشجاعه 
بدء الطبيب فى رفع الانبوب ... لتحاول لاول مره ان تتنفس بمفردها كطفل يتنفس لاول مره وكانت شهقتها العاليه التى من بعدها استمعا لصوت تنفسها الطبيعى... ليضحك الجميع ويسجد فهد لله شكرا 
مر اسبوع اخر لها فى المشفا حتى يتاكدا من سلامتها تماما وكانت العائله دائما متواجده 
قرر فهد الغاء كل اعماله هنا والعوده الى ارض الوطن بعدما علم من الشرطه ان ذلك الملثم ما كانت سوى صوفيا 
كان الجميع يجلس فى مقاعده بداخل الطائره وكانت هى تضع راسها على كتفه براحه .... وبعد ثوانى قليله رفعت راسها تنظر اليه قائله 
كنت هتعمل ايه لو انا مت فعلا 
ظل ينظر اليها طويلا ثم قال 
هعيش مېت لحد ما اموت بجد واجيلك .
قطبت جبينها بعدم فهم وقالت 
مش فاهمه
ليوضح لها قائلا 
كنت عيش اعبد ربنا كما يجب واشتغل وبس 
لتبتسم بسعاده فقال هو 
مش ناويه تفهمينى ليه مش بتجيبى سيره حاډثه عمتو 
لتنظر له طويلا ثم قالت 
هقولك ما انا بعد ما جربت اقرب من المۏت ما بقتش الحاډثه دى بتخوفنى 
وبدأت فى سرد تفاصيل الحاډث وبقائها لمده اكثر من اربع ساعات بجاورهم وهم أجساد بلا روح ... وبعد ان شعرت بالمۏت يقترب منها بسب تلك الڼار التى بدأت تشتعل بالسياره بسب محاولاتهم اخراجها منها ... واحتراق السياره بجسد. والديها بعد خروجها مباشره 
ليفهم الان ما كانت تحمله بداخل قلبها من خوف والم وذكرى مؤلمھ 
قبل يدها بحب ... وقال 
انا بحبك .... وهفضل اقولك بحبك .. وكل يوم هبوس ايد جدى ورجله علشان جوزنا .
لتبتسم بسعاده وهى تقول 
وانا موافقه انت رجل وانا رجل 
ليضحك بصوت عالى فهو لم يعد يفكر فى ميراث او مال . هو الان لا يهتم سوى بوجودها فى حياته اغمض عينيه ... بقلمى ساره مجدى وهو يشكر جده والظروف .... ويحمد الله على ان جعل تلك الهاديه زوجته 
تمت

تم نسخ الرابط