روايه اصقلها الشيطان
المحتويات
كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما.
مش هتحكي ليا أيه اللي حصل معاك من بعد ما أتخطفتي وأزاي قدرتي تهربي من زاهر.
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني.
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه.
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى.
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر.
لغاية ما تبعد عني وتسبني في حالي.
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها.
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا ..... زوجتي العزيزة.
لم يخضع عقلها كثيرا لتأثيره واستيقظ من ثباته المؤقت حين تذكر يوم طرده لها وأتهامها بالخېانة ويوم أختطافها ومكالمته مع زاهر حين أبلغه أن ېقتلها أذا أراد ذلك فهى لا تعني له شيئا فنفرت عروقها الغاضبة بعدما تدفقت تلك الذكريات في دمائها وجعلتها تغلي فنزعت يدها بقوة تعجب لها هارون وأشارت له محذرة.
زفر هارون بضيق وكظم غضبه عنها فهو يلتمس لها العذر فمازال يجهل ما حدث لها وما عانته أثناء أختطافها وهروبها ويعلم أنها ستحتاج لمعالجة نفسية حتى تتخطى ما مرت به وأثر على نفسيتها أن لم يكن دمرها ودمر ثقتها فيه أيضا لذا تركها ولم يحاول الأقتراب منها مجددا طوال طريق عودتهما وحين أتخذت السيارة الطريق لقصره صاحت سدرة معترضة تأمر السائق بأتخاذ طريق منزل خالتها أو أنزالها وهى ستكمل وحدها لهناك رضخ هارون لقرارها وأومئ لسائقه بتلبية رغبتها وحين أستقرت بهم السيارة تحت بناية خالتها أمسكت ذراع القفل تسحبها فوجدتها عالقة فنظرت لهارون.
زفر هارون بنفاذ صبر لوضعها الحدود والمسافات بينهما لكنه لم يبدي ما تعتمل به نفسه وأمر سائقة.
أفتح الباب يا عم فايز.
نزلت سدرة مسرعة فور أنسياب قفل الباب وركضت مسرعة لداخل البناية وصعدت درجه حتى وصلت أمام الباب ووقفت تدقه بقوة وهى تلتقط أنفاسها فتحت ميسرة الباب وتلقتها بين ذراعيها بفرحة أم وجدت وليدها بعد أن فقد منها وأجهشت في البكاء وعوانتها سدرة في أهدار المزيد من العبرات ثم جاء حسان يقف أمام بكائهما متحيرا أيهدئهما أم يشاركهما دموع الفرحة
دي دموع الفرح يا حسان.
معلش يا هارون أنت عارف اللي حصل ليها مش شوية ولازم كلنا نستحمل لغاية ما تقدر تنسى وتتخطى اللي مرت بيه.
أومئ هارون له متفهما.
عارف يا عم حسان عشان كدا مرضتش أضغط عليها ووافقت على رغبتها وجبتها لهنا زي ما هى عايزة وأن شاء الله بكرة هدور على دكتور نفسي يكون ثقة وهخليها تتابع معاه لغاية ما تتخطى أزمتها وحالتها تتحسن.
ربنا يبارك فيك يا أبني لتفهمك وصبرك.
أومئ لها هارون بأبتسامة.
سدرة مراتي ودا فرض عليا أعمل لها كدا وأكتر كمان.
ثم أكمل وهو يزفر بقوة.
انا ليا رجاء خاص ياريت تاخدوا بالكم منها لأن انا خاېف لفكرة الهروب تكون لسه مسيطرة عليها وتحاول تهرب تاني أنتم متعرفوش انا ضغطت عليها أزاي عشان أعرف أجبها من
أسكندرية لهنا.
أشارت له ميسرة بيدها مؤكدة له.
لأ من الناحية دي متخافش انا مش ممكن عيني هتغفل عنها ولو وصل بينا الأمر هنعمل انا وحسان نبطشيات
عليها واحد ينام وواحد يفضل صاحي.
أومئ هارون لهما متفهما مقدار أهتمامهما.
تمام وانا هرجع دلوقتي عشان أطمن خالتي على سدرة وكمان على وضع حمدي وسهيلة.
ثم تركهما ونزل يهاتف رئيس الحرس لديه يطالبه بجلب طاقم حراسة كامل ووضعه أسفل منزل خالة سدرة وشدد على ضرورة عدم السماح لسدرة بالذهاب وحدها لأي مكان دون مرافقتهم لها وحراستها جيدا من أي خطړ يداهمها ثم ذهب لقصره وقص لخالته ما حدث معه خلال الساعات المنصرمة كما قصت عليه زهرة ما حدث مع أبنها بعد أن هاتفها حمدي وأخبرها بما حدث بينه وبين والدة سهيلة وطلبه منها السفر له حتى تطلب يدها من والدتها كي تنتهي تلك الأزمة على خير ويعود وعروسه في يده وأخبرته أيضا أنها ستذهب لرؤية سدرة والاطمئنان عليها أولا قبل ذهابها إلى الأسكندرية فهى تشتاق لها كثيرا.
فرضت سدرة حصارا حولها وقطعت كل طرق التواصل بينها وبين هارون ففي قرارت نفسها لم تسامحه بعد فأتهامه لها بالخېانة وضربه وتطليقه لها وتخليه عنها عندما خطڤها زاهر كل ذلك شكل مشاعر غليظة بداخلها تحضها على كرهه باستمرار وتحرم عليها تواجده في حياتها مرة أخرى حاولت ميسرة مرارا التحدث معها بشأنه حتى تلين قلبها وعقلها ناحيته لكنها كانت تصدها دوما وترفض سماع أي حديث يأتي به أسمه وعندما جاء هارون لمنزلهم يخبرها بميعادها عند الطبيب النفسي رفضت الذهاب وأخبرتهم جميعهم أنها بخير ولا تحتاج لطبيب نفسي بل تحتاج أن يبتعد عنها لكي تعود لطبيعتها لم ييأس هارون من عنادها ورفضها رؤيته بل سيظل يحاول حتى تعود لكنفه من جديد دخلت لها خالتها بعد رحيل هارون وجالستها بود تريد سحبها لتتحدث عما مرت به حتى تفضي ما في نفسها علها تهدأ وتقل حدة ڠضبها أخذت رأسها على فخذها وبدأت في تدليك رأسها برفق والتلاعب بخصلاتها كما كانت تفعل لها منذ صغرها كانت ميسرة تفعل ذلك من قبل لتنام أما اليوم فتريد أن تشعر بها ومدى حبها وخۏفها عليها وبدأت في سؤالها سؤالا تلو الآخر.
مش عايزة تحكي لماما أيه اللي حصل لك طول المدة اللي فاتت دي يا حبيبتي.
تنهدت سدرة بصوت مسموع.
لا يا حبيبتي انا مش عايزة أحكي عشان مزعلكيش بس.
مسحت ميسرة على ذراعها برفق.
لا يا قلبي مش هزعل بالعكس انا عايزاك تخرجي اللي جواكي عشان نفسيتك تتحسن وتفوقي من الحزن اللي ملى قلبك.
أبتسمت سدرة وأستدارت تنظر لها.
هو أنت فاكرة أني اللي حصل ليا مأثر عليا والجو ده.
هزت رأسها بنفي.
الجزء السابع
أنصتت ميسرة لسدرة وهى تقص ما حدث معها منذ خطڤها إلى اليوم الذي وجدها فيه وكيف استطاعت الهرب من زاهر ورجاله نظرت سدرة لصقف الغرفة وشردت تتذكر ما مرت به.
كنت راجعة فرحانة من عند الدكتور النفسي اللي كنت بتابع معاه في السر من غير ما حد يعرف لأن كنت خلاص خدت قرار أني مش هحاول أرضي حد ولا أثبت لحد أني أتغيرت وكفاية أن ربنا مطلع وعالم نيتي أيه وقررت أعيش عشان سدرة وبس بعد ما طلعت من عنده حبيت أتمشى أخد نفسي وأحس بالحرية اللي حرمت نفسي منها كتير لكن للأسف اتفاجأت بعربية ڤان بتقف جنبي وأتنين شالوني ودخلوني جواها وحطوا منديل على بوقي ومناخيري ودا أخر حاجة فاكرها بعد ما فوقت لقيت نفسي في مستودع قديم مهجور كله حاجات قديمة متكسرة مليان فيران وتعابين وعقارب لأنه كان في الصحرا أتفزعت وبدأت أصوت من كتر خۏفي لقيت كام راجل طالعين بودي جاردات ضخام وكلهم عضلات وبدأوا يزعقولي ويقولولي أخرسي لو فتحتي بوقك تاني هنخلص عليك فاهمة خۏفت وسكت لأن كان شكلهم قاسيين مبيقولوش كلام وخلاص
متحكميش على هارون في ساعة غضبه هو مكنش في وعيه يا حبيبتي.
نزلت عبرات سدرة پألم.
مدفعيش عنه يا ماما دا لو كان اللي في ضيقة دا عدوه مينفعش أنه يتخلى عنه دا قاله روح أقتلها تلاقيكم متفقين سوا وعاملين النمرة دي عليا طب افرضي مكتشفش أني بريئة كان سابني أموت عادي.
تجعدت تعابير ميسرة بحزن.
لأ يا حبيبتي مكنش هيسيبك وانا مبدفعش عنه هارون راجل مبيتخلاش عن حد في ضيقة وأنت أدرى بيه مني وعارفة طباعه كويس.
تجرعت سدرة مرارة حلقها وتسألت بنواح.
طب ليه قاله كدا وليه اتخلى عني!.
هزت ميسرة رأسها بنفي.
هارون متخلاش عنك يا سدرة هارون ضحى بالورق اللي كان هيودي زاهر في داهية وراح سلمه له عشان ينقذك ويخلصك من إيده.
ثم صمتت قليلا واستجمعت شجاعتها وواجهتها بما يدور في داخلها.
بصي يا حبيبتي انا مش عايزة أفتح في القديم وكنت واخدة عهد على نفسي متكلمش فيه تاني بس أنت بتظلمي هارون وانا لازم أصارحك عشان ترجعي لعقلك هارون لما شك فيك كان معاه عذره بعد اللي حصل منك في حقه بعد ما حبك وأمنلك ووهبك قلبه وأتفاجئ أنك بيعتي قلبه بالرخيص وروحتي
أتجوزتي عمه عشان الفلوس ومش بس كدا دا أنت كنت السبب في طرده من شركاته وبيته لأول مرة فعايزة يكون رد فعله أيه بعد ما كل الشواهد كانت ضدك أكيد كان هيصدق أنك فعلا عملتي كدا وخسرتيه شغله مقابل الفلوس متزعليش مني يا بنتي بس هى دي الحقيقة المرة اللي لازم نواجه نفسنا بيها ونلتمس له العذر بيها.
بكت سدرة ونهضت من رقدتها تهز رأسها برفض.
لأ يا ماما مكنش لازم يصدق لأن هو كان شايف وشاهد أن بقالي أكتر من سنة قدامة معملتش أي غلطة فيهم والندم كان بيموتني كل يوم وبقيت عايشة عشان أكفر عن ذنبي في حقه وكنت بتمنى رضاه وحاولت أقرب منه بدل المرة مېت مرة عشان نعيش زي اي زوجين بس هو اللي كان رافض يسمعني وقافل عقله وقلبه ورفض يسامحني ومقبلش توبتي وكان بيتلكك ليا عشان يطردني وما صدق جت له الفرصة.
زفرت ميسرة بحزن ورفعت كفها تمسح على وجنتها برفق.
هو كان خاېف عارفة يعني أيه كان بيحاول يتقبلك تاني بس جواه كان خاېف يصدق ليرجع يتجرح منك تاني زي ما ټجرح أول مرة وجرحه المرة دي كان هيكون أصعب وعقابه مدمر زي ما حصل والظروف كلها أتجمعت ضدك عشان تباني أنك أنت اللي بعتيه لزاهر يمكن لو هو كان أهدى وحكم عقله كان عرف أنك مش ممكن تعمليها بس الترسبات اللي أترسبت في عقله الباطن عن أنك ممكن تبعيه عشان الفلوس خلته صدق وعمل اللي عمله لو شوفتيه وشوفتي حاله السنة اللي أختفيتي فيها كنت عرفتي قد ايه هو بيحبك دا عمره متقبل فكرة أنك لا قدر الله جرالك حاجة وكان بيأكد ديما أنك عايشة دا راح لزاهر وجواه كان هيفديكي بروحه لو أضطر لكده هارون بيحبك يا سدرة وكفاية بعد بقى كفاية تعذبوا
متابعة القراءة