روايه اصقلها الشيطان

موقع أيام نيوز

يديها فقد أختارته ليكون هو صيدها القادم خلفا لهارون متحجر القلب.
بقى كدا يا زاهر بيه بتتهمني أني مادية وانا اللي هعرض نفسي للخطړ عشانك قصاد مليون جنيه بس لعلمك حد غيري كان طلب أكتر من كدا بكتير انا أسفة بس للحظة حسيتك فهمتني صح لكن أظاهر أن زيك زي الكل واخدين عني فكرة غلط ومش هتغيروها أبدا.
تدارك زاهر نفسه واسرع يصلح ما تفوه به لسانه الغليظ حتى لا يخسرها فهى الوحيدة القادرة على الوصول لما يريده من هارون البنا.
لا يا حبيبتي انا مقصدش أنك طماعة لأ أنا قصدي أن الستات عموما بيحبوا الفلوس عشان الشوبنج والبيوتي سنتر والكلام بتاعكم دا وبعدين هنروح بعيد ليه انا عندي مراتي واختي كمان بيموتوا في تضيع الفلوس على الحاجات دي وكلام الحريم الفاضي دا اللي أقصده يا بيبي.
لم تريد أن يحتدم الوضع بينهما أكثر لذا أظهرت أمامه اقتناعها بما قال ولم تجادله حتى لا يمل منها قبل أن تنال منه المال غايتها الأساسية.
تمام يا زاهر بيه فهمت قصدك خلاص.
رقق زاهر صوته وأمرها بلين.
ما قولت ليك قبل كدا بلاش زاهر بيه وخليها زاهر بس دا إنت مقامك عندي بقى غالي قوي بس إنت اللي مش حاسة بيا ولا بأهتمامي بيك.
أبتسمت لمجاملته لها.
ميرسيه لذوقك يا زاهر بيه.
حذرها زاهر بلين.
ها
قولنا زاهر بس مفهوم.
أومأت له وعيناها تلمع بسعادة.
تمام يا زاهر بس.
ارتفعت ضحكة زاهر ثانيا.
ههههههههه ايه دا بتقلشي دا إنت عسل وطلعت بنت نكتة اهو.
ضحكت بغنج وهى تميل رأسها جانبا.
كل اللي يعرفني بيقول عني دمي خفيف وأتحب بسرعة.
ابتسم زاهر بسخرية على غرورها وسذاجتها لكنه مضطر لمجارتها حتى تلبي له مطلبه.
طبعا طبعا وانا اشهد بده أول ما شوفتك ډخلتي قلبي فورا ويكون في علمك أول ما هتسيبي هارون انا هتجوزك دا لو كنت توافقي أنك تبقي زوجة تانية طبعا.
شعرت بأنتشاء يغمر أوصالها واسرعت تبدي له سعادتها.
وهو في واحدة عاقلة تقدر ترفضك يا زاهر دا انت اي واحدة تتمناك حتى لو هتكون زوجة رابعة مش تانية كمان واكيد هلاقي فيك العوض عن جوازتي اللي مفرحتش فيها يوم واحد افتكره حتى.
اتسعت ابتسامته الساخرة وبدأ في أغوائها حتى يسيطر عليها كليا
أكيد يا حبيبتي هعوضك وأخليك اسعد واحدة في الدنيا كلها بس تخلصي اللي طلبته منك وبعد كدا تسبيه وتجيلي على طول.
نفسي يجي اليوم دا النهاردة قبل بكرة.
مل منها وأراد أن ينهي هذا الحوار الذي يثير حفيظته.
رفعت كتفيها ثم أنزلتها بحيرة.
لأ لسه معرفش أمتى بالتحديد أول ما هارون هيعمل الأجتماع ويحدد اسعار المناقصة ويبقى معاه الورق هاخد الأرقام منهم وأقولك عليه متقلقش.
أومأ زاهر بثقة.
انا مش قلقان طول ما إنت معايا وعارف أنك هتقدري توصلي لأي حاجة خاصة بهارون لأن مفيش حد قريب منه زيك.
أومأت بحسرة على ما يعتقده فهو لا يعلم كيف يعاملها هارون.
دا أكيد يا زاهر وخليك متأكد أن بساعدك أنتقام من هارون قبل ما يكون عشان الفلوس كفاية أهماله ليا وعدم تقديره برغم تعبي الكبير عشان أريحه.
ألتمعت عين زاهر پغضب وتجددت بداخله روح الأنتقام.
أنت هتقوليلي دا زيه زي عمه مبيقدروش اللي بيتعب عشانهم وبيدوسوا على اي حد حتى لو كان خادمهم بروحه بقاله سنين دا انا حالف لأخسره كل حاجة وأخد بتاري منه مهما كلفني الأمر.
عقدت حاجبيها متسائلة.
تار.
تار أيه اللي ليك عنده.
هز رأسه بضيق.
متشغليش بالك دا موضوع قديم مش وقت أننا نتكلم فيه المهم انا مستني منك تليفون.
أومأت له برفق.
تمام مجرد ما أعرف الأرقام هكلمك.
وضعت سدرة الهاتف من يدها ووقفت متجة لمرحاض غرفتها حتى تتوضأ كي تصلي العشاء فقد أذن لها أثناء مكالمتها ثم خرجت وفرشت سجادة الصلاة ووقفت تؤدي فرضها حتى أنتهت منه وجلست تدعو ربها بصلاح الحال استمعت لصوت طرقات على باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول.
أتفضل.
دخلت أحدى العاملين لدي زوجها تخبرها برسالة منه.
هارون بيه بيفكرك أن ميعاد العشا بتاع خالته وأبن خالته قرب ولازم تكونوا في أنتظارها.
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة.
حاضر قوليله عشر دقايق وأكون جاهزة.
ثم وقفت بعد أنصراف خادمتها تطوي السجادة وتتجه لغرفة ملابسها تنتقي لنفسها ما يصلح لأرتدائه أنام خالة زوجها وأبنها وأختارت عبائة فضفاضة من اللون الأزرق الداكن مرصعة بفصوص من الكريستال عند الصدر وأسأور الزراع ولفت حجاب من نفس لونها وعندما أنتهت من تجهيز نفسها خرجت متجه لأسفل حيث يجلس زوجها يتابع عمله على حاسبه المحمول ألقت عليه التحية لكنه لم يعيرها أهتماما كما يفعل دوما فلم تبدي أعتراضا أو لوما تعلم أنها ستخرج منه مهانة لذا فضلت الصمت وجلست بجواره تنتظر حضور ضيوفهما حتى أتت خالته الحنونة تحتويها بين ذراعيها كما تحتويها خالتها ميسرة فهما الوحيدتان اللتي تشعر معهما بحنان الأم الحقيقي.
وحشتيني يا سدرة.
شددت سدرة من ضمھا تتنفس عبقها الحاني.
إنت كمان وحشتيني قوي يا ماما زهرة.
أبتعدت زهرة عنها تنظر لها بأعين مندهشة متعجبة.
ماما!.
أومأت سدرة برفق وأقتربت تقبل جبينها بحب ثم ابتعدت عنها قليلا.
أه ماما أصل انا معنديش دلوقتي أعز منك أنت وخالتي ميسرة عشان أقولها يا ماما أنتم تستهلوا تاخدوا لقب الأم المثالية لأنكم أحن أمهات انا شوفتها.
ضمتها زهرة ثانيا وأخذت تمسد على ظهرها برفق.
حبيبتي ربنا يبارك فيك ويعوضك بالخلف الصالح وأشوف أبنكم وأشيله على إيدي قريب أن شاء الله.
تدرج وجه سدرة بحمرة الخجل وأنزلت رأسها على استحياء فضحكت زهرة عليها ونظرت لأبن شقيقتها.
أيه يا هارون مش عايز تشد حيلك وتجيب لينا حفيد صغير يفرحنا.
تجلد هارون أمامه خالته وكتم غيظه وغضبه كي لا تعلم ما بينه وبين سدرة.
كله بإرادة ربنا يا خالتي.
أومأت زهرة متفهمة وأشارت له كي تنبهه.
ونعم بالله يا حبيبي بس احنا لازم ناخد بالأسباب ونسعى زي ما ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم قالوا لينا وأمرونا أنت متستناش أكتر من كدا وتاخد مراتك وتروحوا لدكتور يكون شاطر عشان يعرف اسباب
التأخير من مين ويعالجه.
زوى هارون حاجبيه بضيق.
أن شاء الله يا خالتي لما أفضى من كام حاجة ورايا كدا هبقى اشوف موضوع الدكتور دا.
ثم أشار له لتتقدمه.
وبعدين سيبينا من الكلام دا دلوقتي واتفضلوا نتعشى الأول.
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا.
رفع حمدي كتفيه بقلة حيلة.
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست.
هز هارون رأسه بيأس.
الواحد هيلقيها منك ولا من أمك.
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها.
بتقول حاجة يا واد منك له.
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها.
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل.
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه.
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل.
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها.
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين.
ثم
وضعت يدها على كتف سدرة.
وانا
وسوسو حبيبتي هنقعد مع بعض نحكي شوية أصل وحشني الكلام معاها مش كدا يا سوسو.
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة.
كده يا ماما زهرة.
التفوا اربعتهم حول الطاولة العامرة بأصناف عديدة شهية يتناولون الطعام بتلذذ وبعد انتهائهم دخلا هارون وحمدي لغرفة المكتب بينما جلستا سدرة وزهرة في بهو القصر بجانبه الخليجي الهادئ يتسامران حول شؤن حياتهما وبعد عدة ساعات خرج هارون وحمدي خلفه وهو يتثأب بنعاس وأقترب من المجلس فأستمعا لزهرة وهى تتحدث.
اللي ما بيسمعش كلامي يا سدرة بيخسر ويتعب لازم تخليك قريبة من جوزك وتحاولي بكل الطرق أنه يفضل ليك أنت وبس اوعي تدي الفرصة لواحدة تانية أنها تاخده منك وبعدين الواد حمدي قالي أنه عنده بت مسهوكة بتشتغل عنده سكرتيرة إسمها منار بس ايه عملة في نفسها البدع عشان تعجبه وكمان بتدلع وتتغنج عليه ودا راجل يا حبيبتي كلمة توديه وكلمة تجيبه.
نظر هارون بغيظ لحمدي الذي أشار له بحذر.
انا مقولتش لها حاجة هى اللي بتجرجرني في الكلام وأنت عارف خالتك ولا شارلوك هولمز في جمع المعلومات.
توعد هارون له بحساب عسير.
أن ما قصتلك لسانك عشان يبطل كلام خالص مبقاش انا.
ثم استمع لمزيد من نصائح زهرة النسائية ذات الخبرة الكبيرة.
عند هذا الحد دخل هارون متنحنحا حتى لا تزيد خالته من تلك النصائح أمام حمدي فغيرته كرجل ونخوته لا تسمح له بسماعه لتلك الكلمات المحرجة الموجة لزوجته.
ايه يا خالتو مش كفاية نصايح بقى.
نظرت زهرة بأتجاههما بنزق.
ايه اللي جابكم دلوقتي لحقتوا تخلصوا شغل.
نظر هارون في ساعة يده ثم نظر لها متعجبا.
أحنا بقالنا أربع ساعات بنشتغل وأنتم لسه مخلصتوش كلام.
أشارت له زهرة بلامبلاة.
لأ لسه مخلصناش روحوا ألعبوا ليكوا دورين شطرنج ولا اتاري على ما أكمل قعدتي مع سدرة.
أقترب حمدي منها يرجوها أن تكتفي بهذا القدر.
لأ شطرنج ايه وأتاري أيه بس يا حبيبتي دي الساعة داخلة على عشرة ونص ولازم نروح عشان أنام بدري لأن ورايا سفر الصبح وهارون كمان وراه شغل.
نظرت له زهرة متأففة.
يوه أنت دايما كدا من يومك لازم تنكد عليا وتحرمني من أي قاعدة حلوة.
ربت حمدي على كتف والدته برفق.
معلش يا حبيبتي تتعوض المرة الجاية.
خلاص يا خالتي خليك هنا باتي مع سدرة وأتكلموا مع بعض طول الليل زي ما تحبي ولا تزعلي نفسك.
هزت زهرة رأسها بنفي.
لأ انا هروح مبعرفش أنام غير في سريري وأنت اللي هتبات في حضڼ مراتك وسيبك من شغل السكرتيرات والقرف دا.
هز هارون رأسه بيأس.
يا خالتي يا حبيبتي متسمعيش كلام المعتوه أبنك انا مش ممكن ابص لواحدة بتشتغل عندي حتى لو كانت ملكة جمال.
وقفت زهرة وهى تضغط على يده بقوة.
أما نشوف يا سي هارون المهم خد بالك من مراتك وملكش بركة الإ هى فاهم.
أومأ لها هارون بابتسامة.
فاهم يا حبيبتي.
ثم تركت زهرة يده وأمسكت بيد حمدي.
يلا يا أهبل أنت كمان أما اشوف أخرتها معاك أيه.
نظر لها حمدي بنزق.
وانا مالي انا عملت ايه عشان تقولي ليا كدا.
نظرت له زهرة بتوعد.
مش عارف عملت ايه عايش ليا في دور فلانطينو بورسعيد يا خويا وماشي تحب دي وتسيب دي ولا ناوي تتجوز في سنتك.
نظر حمدي لهارون بغيظ وبنفاذ صبر.
دا طلعت مش لوحدي الي بتجرجر في الكلام هه شكل خالتك جرجرتك أنت كمان وحكيت لها
كتير وناقل لها صورة وحشة عني
ابتسم هارون بشماته وظفر.
بس يا فسل هو انا سفيه زيك أنت أصلك سمعتك الزفت سبقاك وتستاهل يتقالك أكتر من كدا عشان تبقى تقصر لسانك.
أومأ له حمدي بغيظ.
بقى كدا
تم نسخ الرابط